تحليلات اقتصادية

ثروات اليمن النفطية والموانئ البحرية تشعل سباق النفوذ بين السعودية والإمارات

ثروات اليمن النفطية والموانئ البحرية تشعل سباق النفوذ بين السعودية والإمارات

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025-

كشفت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية أن اليمن أصبح ساحة مفتوحة لصراع اقتصادي وجيو‑سياسي متصاعد بين السعودية والإمارات، حيث يسعى الطرفان إلى فرض نفوذهما على ثروات البلاد الغنية بالنفط والموانئ والممرات البحرية الحيوية.

قبل نحو عقد من الزمن، جمع تحالف سياسي وعسكري بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لدعم ما سُمّيت “الحكومة الشرعية”، غير أن هذا التحالف تحول تدريجيًا إلى منافسة حادة على السيطرة، في ظل تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وترك واشنطن مساحة أوسع لحلفائها الخليجيين لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق مصالحهم.

الإمارات تتقدم بخطوات سريعة

أبوظبي أنشأت كيانات عسكرية محلية موازية، عززت حضورها في الجنوب والساحل الغربي، وصولًا إلى المخا.

في الرابع من الشهر الجاري، استكملت أدواتها السيطرة على حضرموت الغنية بالنفط، وكذلك على المهرة التي تمثل معبرًا تجاريًا استراتيجيًا، وتسعى الرياض منذ سنوات لاستخدامها لمد أنبوب نفطي نحو بحر العرب.

هذا التوسع الإماراتي أعاد رسم موازين القوى الاقتصادية والعسكرية في اليمن، مع تعزيز وجودها في عدن وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية.

الرياض بين الاحتواء والضغط

السعودية حاولت احتواء التصعيد عبر إرسال وفود تفاوضية رفيعة المستوى والضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات.

كما عززت مواقعها العسكرية في محاولة للحفاظ على نفوذها الاستراتيجي، لكنها واجهت تمددًا إماراتيًا متسارعًا.

المؤشرات الأخيرة أظهرت دعم الرياض لتحالف محلي في حضرموت بقيادة بن حبريش، كخطوة لموازنة النفوذ الإماراتي دون الدخول في مواجهة مباشرة.

البعد الاقتصادي للصراع

الصراع لم يعد مجرد تنافس سياسي، بل تحوّل إلى سباق على الموارد الاستراتيجية، النفط والغاز في حضرموت وشبوة.

الموانئ البحرية في عدن والمهرة، التي تمثل بوابة للتجارة العالمية عبر بحر العرب والمحيط الهندي، الممرات البحرية التي تمنح السيطرة على خطوط إمداد الطاقة العالمية.

 متابعون يرون أن اليمن اليوم يقف عند مفترق طرق، حيث تتصارع الرياض وأبوظبي على من يملك اليد العليا في إدارة ثرواته وممراته الحيوية. هذا الصراع يعكس إعادة تشكيل التحالفات الخليجية وفقًا لمصالح اقتصادية وجيو‑سياسية للدول الإقليمية وحلفائها من الدول الكبرى، بعيدا عن مصالح اليمن واليمنيين التي لا تعنيهم.  

اقرأ أيضا: شحنة من الاموال المطبوعة قريبا في عدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى