اليمن أمام تحديات اقتصادية جديدة في القرن الإفريقي

اليمن أمام تحديات اقتصادية جديدة في القرن الإفريقي
السبت 27 ديسمبر 2025-
في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل اعترافها الرسمي بإقليم “أرض الصومال” كدولة مستقلة، تتصاعد المخاوف في اليمن من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تترتب على هذه الخطوة. فالموقع الجغرافي للإقليم على الضفة المقابلة لمضيق باب المندب يمنح تل أبيب نفوذًا مباشرًا على واحد من أهم الممرات البحرية العالمية، وهو ما يضع اليمن أمام تحديات مضاعفة في ظل وضعه الاقتصادي الهش.
يرى خبراء أن السيطرة الإسرائيلية المحتملة على أرض الصومال ستؤدي إلى إعادة رسم خريطة الموانئ والتجارة البحرية في المنطقة، بما قد يقلل من أهمية الموانئ اليمنية مثل عدن والحديدة، ويحوّل جزءًا من حركة السفن نحو موانئ بديلة تديرها أطراف خارجية. هذا التحول يعني خسارة اليمن لعوائد مالية حيوية، في وقت يعاني فيه اقتصاده من انكماش مستمر وتراجع في الناتج المحلي.
كما أن أي اضطراب في طرق الإمداد عبر البحر الأحمر والبحر العربي سيؤثر مباشرة على الأمن الغذائي اليمني، إذ يعتمد البلد بشكل كبير على الاستيراد لتغطية احتياجاته الأساسية من الغذاء والوقود. ارتفاع الأسعار أو تأخر وصول الشحنات قد يفاقم معدلات الفقر والجوع، ويزيد الضغوط على العملة المحلية.
إلى جانب ذلك، فإن وجود إسرائيل في القرن الإفريقي قد يجذب استثمارات أجنبية إلى أرض الصومال، بينما يبقى اليمن معزولًا بسبب الحرب وعدم الاستقرار، ما يعمّق الفجوة الاقتصادية والتنموية بينه وبين جيرانه.
في المحصلة، ينظر المراقبون إلى الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال ليس فقط كخطوة سياسية، بل كتحرك استراتيجي يهدد المصالح الاقتصادية لليمن، ويضعه أمام تحديات جديدة في معركة الحفاظ على سيادته ومكانته الجيوسياسية في البحر الأحمر.
اقرأ أيضا: ثروات اليمن النفطية والموانئ البحرية تشعل سباق النفوذ بين السعودية والإمارات




