الأزمة الاقتصادية في اليمن تُرغم لاجئي الصومال العودة من عدن لمقديشو

الأزمة الاقتصادية في اليمن تُرغم لاجئي الصومال العودة من عدن لمقديشو
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025-
يشهد اليمن اليوم أزمة اقتصادية غير مسبوقة، انعكست على مختلف جوانب الحياة اليومية، ودفعته إلى فقدان جاذبيته حتى بالنسبة للاجئين الذين كانوا يعتبرونه محطة آمنة نسبياً. فقد تراجع الناتج المحلي للفرد بنسبة تفوق 58% منذ عام 2015، فيما تجاوزت معدلات التضخم 30% خلال العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بشكل غير مسبوق وتدهور القدرة الشرائية للريال اليمني.
النفط والإيرادات: شريان مقطوع
الحصار المفروض على صادرات النفط أدى إلى حرمان اليمن أهم مصادر التمويل، لتتراجع الإيرادات إلى أقل من 2.5% من الناتج المحلي في 2024. هذا الانهيار المالي جعل الحكومة عاجزة عن دفع رواتب الموظفين وتوفير الخدمات الأساسية، في وقت تتراجع فيه المساعدات الدولية بشكل ملحوظ.
انقسام اقتصادي مزدوج
اليمن يعيش حالة تجزئة اقتصادية بين مناطق سلطة صنعاء وسلطة عدن، فلكل طرف مؤسساته النقدية وسعر صرف مختلف هنا وهناك، ما عطل أي سياسة اقتصادية موحدة وزاد من حالة الفوضى المالية وتردي معيشة المواطن.
انعكاسات اجتماعية قاسية
تضاعف أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق.
انهيار الخدمات العامة في الكهرباء والمياه والصحة.
تفاقم معدلات الفقر والجوع، مع عجز الأسر عن تلبية احتياجاتها اليومية.
اللاجئون الصوماليون: من اللجوء إلى العودة
وسط هذا الانهيار، يواجه آلاف اللاجئين الصوماليين في اليمن واقعاً أكثر قسوة. فبعد أن لجؤوا إلى اليمن هرباً من الحرب الأهلية والفوضى وتردي الوضع في بلادهم كما كانوا منذ العام 1990،وكانوا يصلون لليمن عبر قوارب صيد تقليدية بدائية.

في تحدي كبير للطبيعة وقسوة أمواج البحر هربا من واقعهم المأساوي، وجدوا أنفسهم اليوم عالقين في أحياء فقيرة في مدينة عدن مثل حي البساتين في عدن، بلا فرص عمل ولا خدمات أساسية، ومع تفاقم الأزمة، بدأت بعض الأسر الصومالية بالعودة الطوعية إلى مقديشو، رغم استمرار المخاطر الأمنية هناك، في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها اليمن.

ما يؤكد أن اليمن لم يعد اليوم محطة جذب للهجرة، بل تحول إلى نقطة عبور مؤقتة، حيث يختار اللاجئون الصوماليون العودة إلى وطنهم رغم التحديات، في دلالة على عمق الأزمة التي تضرب البلاد، فانهيار الاقتصاد اليمني لم يقتصر على المواطن المحلي، بل امتد أثره ليغير مسار الهجرة الإقليمية، ويكشف أن الأزمة تجاوزت حدود الداخل لتصبح جزءاً من المشهد الإنساني في القرن الأفريقي.
اقرأ أيضا: اليمن بعد عشر سنوات من الحرب: اقتصاد منهك وحياة أثقلها الفقر




