اليوان أصبح رمزاً لطموح بكين في منافسة الدولار على قيادة النظام المالي العالمي
اليوان أصبح رمزاً لطموح بكين في منافسة الدولار على قيادة النظام المالي العالمي
الاثنين 17 نوفمبر 2025-
يمرّ الاقتصاد الصيني بمرحلة انتقالية حاسمة، يتحول فيها من نموذج تقليدي قائم على الزراعة والصناعة الثقيلة إلى اقتصاد متكامل يرتكز على الإنتاج، الابتكار، التصدير، والاستهلاك المحلي. وفي قلب هذا التحول يبرز اليوان الصيني (RMB/CNY) كأداة استراتيجية تسعى بكين من خلالها لإعادة تشكيل النظام المالي العالمي ومنافسة الدولار الأميركي.
من عملة داخلية إلى منافس عالمي
أُطلق اليوان عام 1948 لتوحيد النظام النقدي بعد سنوات من الفوضى، وظل عملة محلية مغلقة لعقود.
خلال مرحلة الانعزال، ارتبط الاقتصاد الصيني بنظام مركزي صارم، ما أبقى اليوان بعيداً عن التداول الدولي.
مع إصلاحات دينغ شياو بينغ في أواخر السبعينيات، بدأ الانفتاح الاقتصادي، وتوحيد سعر الصرف عام 1994، ما مهّد لتحرير تدريجي للعملة.
منذ 2015، تسارعت خطوات تدويل اليوان، بانضمامه إلى سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، واستخدامه في اتفاقيات الطاقة والذهب، وتوسيع دوره في تكتلات مثل “البريكس” ومبادرة “الحزام والطريق”.
الصراع مع الدولار الأميركي
الدولار ما زال يهيمن على النظام المالي العالمي، إذ يشارك في نحو 88% من الصفقات الدولية ويشكّل أكثر من ثلثي احتياطيات البنوك المركزية.
في المقابل، تسعى الصين إلى تقليل الاعتماد على الدولار عبر تعزيز استخدام اليوان في التجارة الدولية، وزيادة احتياطيات البنوك المركزية منه، وإطلاق اليوان الرقمي (e-CNY) كخطوة استراتيجية لمواكبة الاقتصاد الرقمي.
رغم ذلك، يواجه اليوان تحديات أبرزها استمرار الرقابة الحكومية على سعر الصرف، وضعف ثقة بعض المستثمرين مقارنة بالدولار.
الاقتصاد الرقمي كجبهة جديدة
الصين تراهن على التكنولوجيا والابتكار لتعزيز نفوذها الاقتصادي، من خلال شركات كبرى مثل “هواوي” و”علي بابا”، وتوسيع الاستثمار في الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، إلى جانب دعم الاستهلاك الداخلي كقوة دفع للنمو.
ختاما ..اليوان الصيني لم يعد مجرد عملة محلية، بل أصبح رمزاً لطموح بكين في منافسة الدولار على قيادة النظام المالي العالمي. ومع استمرار التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيظل الدولار سيد الاقتصاد الرقمي والمالي، أم أن اليوان الصيني سيقتنص زمام القيادة في المستقبل؟
