القطاع المصرفي .. قلب الاقتصاد الوطني وشريانه الحيوي

القطاع المصرفي .. قلب الاقتصاد الوطني وشريانه الحيوي

الخميس26يونيو2025_

انطلاقا من حقيقة أن مؤسسات القطاع المالي والمصرفي تعتبر محور الارتكاز الرئيسي والقلب النابض للاقتصاد الوطني لأي بلد من بلدان العالم، وشريانه الحيوي الذي يمده بالدماء الباعثة للحياة فيه والضامنة لاستمرار دوران عجلة نموه وتطوره والحفاظ على استقراره وتوازنه .

كان لمؤسسات القطاع المصرفي اليمني دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني للبلد ودورها الفاعل والمساهم إلى حد كبير في إيجاد الحلول والمعالجات الناجعة لصعوبات وتحديات المرحلة الاقتصادية الصعبة والاستثنائية التي مر ولا يزال يمر بها البلد منذ قرابة العشرة أعوام حيث مثلت أزمة نقص السيولة النقدية أبرز تلك الصعوبات والتحديات  .

وإضافة إلى لعب دور هام في توفير التمويلات الملائمة والمناسبة للقطاعات الاقتصادية الوطنية وتعزيز علاقات التعاون والتشارك بينها وبين الجهات والمؤسسات الحكومية بهدف تحقيق التنمية المستدامة استطاعت الكثير من مؤسسات القطاع المصرفي أن تحافظ على عناصر قوتها ومتانتها واستقرارها المالي والنقدي وشهد واقعها إحداث نقلات نوعية ملموسة على مستوى تحديث وتطوير روئ واستراتيجيات وخطط عملها وأنظمتها المالية وما تقدمه لجمهورها من خدمات مالية ومصرفية واعتماد أعلى ومعايير الحوكمة والامتثال والرقابة المالية العالمية كمعايير بازل 2 وبازل 3.

رغم كل ذلك لا تزال مؤسسات هذا القطاع الحيوي الهام – للأسف الشديد – تواجه كما هائلا من التحديات والصعوبات التي تفرزها بيئة مماحكات ومكايدات الواقع الجيوسياسي اليمني على الأرض وامتداداته الخارجية على المستوى الإقليمي والدولي بكل ما ترتب ولا يزال يترتب عنها من قرارات غير مدروسة جعلت واقع هذه المؤسسات صعبا وبيئة عملها أشد ما تكون تعقيدا ومستقبلها ومستقبل  الاقتصاد الوطني في البلد برمته محفوفا بالمخاطر والتعقيدات والمضاعفات والأعباء والأضرار والانعكاسات السلبية في قادم الأيام وعلى المدى الطويل.

وهنا تبرز أهمية التأكيد مرارا وتكرارا على ضرورة تحييد مؤسسات القطاع المالي المصرفي وتمكينها من الإيفاء بالمسؤولية الوطنية المنوطة بها بمهنية واستقلالية تامة وإدراك أهمية الدور الذي تلعبه في دعم اقتصاد البلاد وتطويره وإبداء المزيد من الحرص على سلامة مراكزها والعمل الجاد والمشترك على تجنيبها مخاطر الانقسام والتجاذبات السياسية كونها مؤسسات وطنية تقدم خدماتها للجميع وفي مختلف أرجاء البلاد وليس لفئة خاصة من أفراد المجتمع أو منطقة بعينها .

* فؤاد القاضي صحفي وخبير اقتصادي

اقرأ أيضا:الدكتور مطهر العباسي يكتب عن الفريضة الغائبة في اليمن

Exit mobile version