التعليم المستمر العمود الفقري لاقتصاد مستدام ومنافس

التعليم المستمر العمود الفقري لاقتصاد مستدام ومنافس

الأربعاء 24 ديسمبر 2025-

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغير فيه متطلبات سوق العمل بشكل يومي، لم يعد التعليم التقليدي المتمثل في التعليم المدرسي والجامعي في وحده كافيًا لضمان النمو الاقتصادي.

فالتعليم المستمر أصبح اليوم بمثابة العمود الفقري لأي اقتصاد يسعى إلى الاستدامة والقدرة على المنافسة، وذلك من خلال الدورات والورش التدريبية القصيرة المدى والمتوسطة وغيرها.

فالاقتصاد الحديث يقوم على المعرفة والابتكار، وهنا يظهر دور التعليم المستمر في تحسين نوعية رأس المال البشري، الذي يُعد المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي. فالعامل الذي يطور مهاراته باستمرار يصبح أكثر إنتاجية، وأكثر قدرة على التكيف مع التغيرات، مما ينعكس مباشرة على أداء الشركات والاقتصاد الوطني.

أمثلة عالمية

ألمانيا: اعتمدت برامج التعليم المستمر في الصناعات التقنية والهندسية، مما ساعدها على الحفاظ على مكانتها كقوة صناعية كبرى في أوروبا.

كوريا الجنوبية: استثمرت في التعليم المستمر بمجالات التكنولوجيا والبرمجة، فانتقلت من اقتصاد زراعي إلى أحد أكبر اقتصادات التكنولوجيا في العالم.

الإمارات العربية المتحدة: ركزت على التدريب المستمر في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، لتعزيز التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وحققت نجاحات هائلة في الجانب، ما شجع دول الخليج على المضي في هذا المسار خاصة السعودية وقطر.

أثر مباشر على الاقتصاد

وللتعليم المستمر أثر مباشر على نمو وتطور الاقتصاد، كتقليل البطالة على سبيل المثال، فالتعليم المستمر يفتح المجال أمام إعادة تأهيل العمالة لمواكبة الوظائف الجديدة الناتجة عن الأتمتة والتحول الرقمي.

زيادة الإنتاجية: الموظفون الذين يتعلمون باستمرار يقدمون حلولًا مبتكرة، مما يعزز القدرة التنافسية للشركات.

جذب الاستثمارات: الدول التي تمتلك قوة عاملة متعلمة باستمرار تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين، لأنها توفر بيئة عمل مرنة وقادرة على التطور.

تحديات أمام الدول

وبالرغم من أهميته، يواجه التعليم المستمر عقبات عديدة، كارتفاع تكاليف التدريب، أو ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض البلدان النامية، لكن التجارب العالمية أثبتت أن الاستثمار في هذا المجال يعود بعوائد اقتصادية تفوق التكاليف بكثير.

ويرى خبراء الاقتصاد أن التعليم المستمر ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية في عالم سريع التغير، وهناك الكثير من الدول تدرك هذه الحقيقة وتستثمر في برامج تدريبية مرنة ومستمرة، ما مكنها من تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتوفير فرص عمل، وتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضا: الدكتور مطهر العباسي يكتب عن الفريضة الغائبة في اليمن

Exit mobile version