تحذيرات من فاقد المحاصيل الذي يصل إلى نصف الإنتاج
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025-
حذّر مسؤول دائرة الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والثروة السمكية، المهندس حفظ الله القرضي، من بلوغ نسبة الفاقد بعد الحصاد مستويات مرتفعة تصل أحياناً إلى 50%، نتيجة الممارسات الخاطئة أثناء الجني والنقل والتخزين، مؤكداً أن المعالجة الحقيقية تبدأ من اللحظة الأولى للحصاد وليس بعدها.
وأوضح القرضي، في حديثه عبر نافذة “نأكل مما نزرع” على قناة المسيرة، أن الالتزام بالإجراءات الفنية الدقيقة يمثل المدخل الأساسي لحماية المحصول وضمان جودته، مشدداً على أن اختيار توقيت الحصاد—خصوصاً في ساعات الصباح الباكر بعد جفاف الندى—يحمي الثمار من ضربة الشمس ويبطئ عوامل التلف.
وأشار إلى أن استخدام الأدوات الحادة والنظيفة، والتعامل اللطيف مع المحصول أثناء الجمع، يقلّل من الكدمات ويحافظ على جودة الثمار، مؤكداً أن مرحلة ما قبل الحصاد تُعدّ الركيزة الأولى في بناء منتج زراعي سليم.
كما شدّد على أهمية انتقاء السنابل السليمة والخالية من الأمراض لحفظها كبذور للمواسم القادمة، بما يضمن استدامة الإنتاج ويحدّ من انتشار الأمراض النباتية.
وفي جانب النقل والتعبئة، لفت القرضي إلى أن العبوات غير المناسبة والمعاملة العنيفة للمحاصيل—خصوصاً الخضروات والفواكه الرقيقة القشرة—تضاعف نسبة التلف، داعياً إلى فرز الثمار وتنظيفها ومعالجة المصابة منها قبل التخزين، وعدم خلط الأصناف المختلفة في وعاء واحد نظراً لاختلاف خصائصها وطرق حفظها.
أما في التسويق، فأكد أن الأسواق اليمنية ما تزال تعاني من ممارسات عشوائية أبرزها عرض الثمار في أماكن مكشوفة واستخدام عبوات غير مطابقة لمعايير الجودة، مشيراً إلى أن الالتزام بمعايير التصنيف (ممتاز، أول، ثاني، ثالث) يعزّز الكفاءة التسويقية ويرفع مستوى المنتج الوطني.
وفي ما يخص التخزين، أوضح أن المخازن يجب أن تكون جيدة التهوية، مرتفعة عن الأرض وخالية من الرطوبة، مع ضرورة رصّ الحبوب على قواعد خشبية وحفظها في أكياس مناسبة، مذكّراً بفعالية الطرق التقليدية القديمة مثل الأوعية الطينية والمواد الطبيعية التي أثبتت نجاحها عبر عقود طويلة.
وتطرّق إلى المحاصيل الحساسة مثل العنب والطماطم، مؤكداً الحاجة إلى وحدات تبريد صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق الريفية، وربطها بشبكات نقل مبردة لضمان وصول المنتج طازجاً إلى الأسواق دون خسائر.
وفي ختام حديثه، شدّد القرضي على أن رفع الوعي الزراعي وتوسيع برامج الإرشاد قادران على خفض الفاقد إلى أقل من 10%، بما ينعكس مباشرة على تحسين دخل المزارع واستقرار أسعار المنتجات، مؤكداً أن التنمية الزراعية تبدأ من إعادة تأهيل الوعي والإجراءات الفنية لدى المزارعين في جميع المحافظات.
اقرأ أيضا: سوق الحنضل بسيئون… حين تتحول الأسواق الشعبية إلى معالم سياحية
