المعبقي : أكثر من 147 مؤسسة حكومية وإيراديه لا تذهب إيراداتها إلى البنك المركزي بعدن ومحافظات تعبث وتتصرف بمواردها بشكل غير قانوني
الخميس24يوليو2025_
اعترف محافظ البنك المركزي اليمني في عدن احمد المعبقي ـ بعجز البنك عن تأدية مهامه في ضبط أسواق الصرف وإيقاف تدهور العملة المستمر ، والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة من الانهيار حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد مقابل الريال ثلاثة ألف ريال ،وكذا ضبط عمليات الإيرادات والفشل في إدارة العمليات المالية .
وارجع المعبقي فشل البنك المركزي في عدن إلى أن ضبط وإدارة العمليات المالية تتطلب تدخل وتحرك من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في التعاون مع البنك .
وقال المعبقي في مقابلة أجراها الصحفي فتحي بن لزرق، أن أكثر من 147 مؤسسة حكومية وإيراديه لا تذهب إيراداتها إلى البنك المركزي الذي يواجه صعوبات عدة ساهمت في تعقيد الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية إلى أدنى مستوى قياسي لها، ملوحا بجرعة جديدة من خلال تحرير الدولار الجمركي.
وأضاف أن من أبرز المشاكل هي توقف تصدير النفط، وان الحكومة تعمل منذ 2019 دون ميزانية رسمية، وهو ما صعّب مهامها وأربك أداء مؤسساتها .
وتحدث المعبقي عن واحدة من أعقد المعضلات التي تواجه البنك، بالقول أن موارد الدولة لا تصل كاملة إلى البنك المركزي، بل يذهب جزء كبير منها إلى محلات صرافة أو يُصرف خارج الأطر دون رقابة ، وذكر أن ما يصل للبنك لا يغطي 25% من الالتزامات، وهي نسبة ضئيلة لا تسمح له بالقيام بوظائفه المالية والنقدية على النحو المطلوب.
مضيفا إن بعض المحافظات تقوم بالعبث بمواردها، وتتصرف بها خارج الأطر القانونية، و تدير ميزانيات وصرفيات خاصة بها لا تخضع لأي تقييم حقيقي، ولا رقابه من الحكومة ، في إشارة منهع إلى محافظة مأرب كما فسرها البعض.
وبين محافظ البنك المركزي في عدن أن المتبقي من الوديعة السعودية لا يتجاوز 225 مليون دولار، وان البنك المركزي لا يملك التصرف بها دون إذن المودع وأن ما تم تحويله إلى حساب البنك استخدم لتغطية المرتبات والنفقات الحكومية الأساسية، وهو ما يعني أن الاعتماد على موارد غير مستدامة لم يعد ممكنًا.
وخلص المعبقي إلى أن الطريق إلى وقف انهيار أسعار الصرف يمر بأربعة محاور أساسية: استئناف تصدير النفط، وتوجيه موارد الدولة للبنك المركزي، ووجود ميزانية حكومية حقيقية، وتحرير سعر صرف الدولار الجمركي.
وفي المقابلة مع بن لزرق تحاشا المحافظ المعبقي الحديث عن فساد المجلس الرئاسي وفساد الحكومات المتعاقبة المهاجرة في مختلف فنادق دول العالم ، والتي تستلم مخصصاتها بالدولار .
حديث المعهبقي اعتبره البعض تبرأه من الاتهامات التي اتهم بها سابقا هو ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ، وأعضاء حكومته بان من يسميهم بالحوثيين السبب في انهيار الأوضاع الاقتصادية في عدن.
كما لم يعقب على كلام رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي بعدن الذي قال لصحيفة بن دغر التي يرأس تحريرها بن لزرق في وقت سابق ، أن 25% من الميزانية تذهب لحوالي 2000 مفسبك في القاهرة .
هذا وكان الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق كتب في صفحته بالفيس بوك ، بأنه استجابةً لعشرات الرسائل من مواطنين أنهكهم الغلاء والانهيار، قمتُ صباح اليوم بزيارة خاصة إلى مقر البنك المركزي اليمني في عدن، وطرحتُ كل ما يدور في أذهانكم على محافظ البنك الأستاذ أحمد غالب المعبقي.
ماذا قال عن الانهيار المتسارع لسعر الصرف؟
لماذا فشلت الجهود في حماية الريال؟
وأين تذهب موارد الدولة؟
هل هناك أمل فعلاً.. أم أن القادم أسوأ؟
أسئلة ساخنة، إجابات صريحة، وكشف لكواليس الواقع الاقتصادي كما لم يُكشف عنها من قبل.