أزمة سكر مفاجئة في صنعاء
الخميس 30 أكتوبر 2025-
شهدت أسواق العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السكر، حيث قفز سعر الكيلو الواحد بنسبة تجاوزت 30%، وسط حالة من الاستياء الشعبي وتوقف شبه كامل لمشاريع الحلويات المنزلية التي تعتمد عليها الاسر المنتجة والمخابز الصغيرة.
وبحسب مصادر تجارية مطلعة، فإن الأزمة لم تكن نتيجة طبيعية لتقلبات السوق أو ارتفاع تكاليف الاستيراد، بل جاءت نتيجة سحب كميات كبيرة من السكر من الأسواق من قبل جهات نافذة، بهدف احتكاره وإعادة طرحه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
ويُعد السكر من أكثر السلع عرضة للمضاربة في اليمن، نظرًا لسهولة تخزينه وارتفاع الطلب عليه، خاصة في ظل غياب الرقابة الفعلية على الأسواق. وتشير التقديرات إلى أن خمسة مستوردين كبار يسيطرون على أكثر من 70% من سوق السكر في البلاد، ما يمنحهم قدرة شبه مطلقة على التحكم بالعرض والأسعار.
ورغم أن الإتاوات والجبايات المفروضة على الشحنات التجارية خاصة في النقاط ما بين عدن وصنعاء ، تؤثر على جميع السلع، إلا أن الارتفاع الحاد في سعر السكر خلال اليومين الماضيين يكشف عن تدخل مباشر ومتعمد في السوق، وليس مجرد انعكاس لتكاليف النقل أو الاستيراد.
من جهته، عبّر عدد من أصحاب المشاريع المنزلية الصغيرة عن توقف نشاطهم بالكامل، خاصة في صناعة الحلويات، بسبب عدم القدرة على تحقيق هامش ربح في ظل الأسعار الجديدة. كما أشار مواطنون إلى تغير في العادات الاستهلاكية، واللجوء إلى بدائل أقل تكلفة أو تقليل استهلاكهم للمنتجات التي تعتمد على السكر.
ويأتي هذا التطور في وقت تعاني فيه الأسواق اليمنية من أزمات متلاحقة في الغاز والدقيق والزيوت، ما يضع الأسرة اليمنية ذات الدخل المحدود أمام تحديات معيشية متزايدة.
الخبراء الاقتصاديون يحذرون من أن استمرار غياب الرقابة وتوسع السوق السوداء قد يؤدي إلى انهيار الثقة في الأسواق المحلية، ويطالبون بضرورة كسر الاحتكار وتفعيل أدوات الرقابة التجارية لضمان استقرار الأسعار وحماية المستهلك.
اقرأ أيضا :الارياني يتقاضى حوالي 16 دولار عن كل تذكرة طيران لليمنية
